ما هي التقلبات؟
التقلبات هي مصطلح استثماري يصف فترات تشهد فيها السوق أو الورقة المالية تحركات سعرية غير متوقعة وأحياناً حادّة.
غالباً ما يربط الناس التقلبات بانخفاض الأسعار فقط، غير أنّها قد تشير أيضاً إلى الارتفاعات المفاجئة في الأسعار.
كيف يتم احتساب التقلبات؟
تقيس التقلبات تحركات الأسعار خلال فترة زمنية محددة.
من الناحية الإحصائية، التقلبات هي الانحراف المعياري للعوائد السنوية لسوق أو ورقة مالية خلال فترة زمنية محددة، أي المعدل الذي يرتفع أو ينخفض به السعر.
إذا تغيّر السعر بسرعة كبيرة خلال فترة قصيرة مسجلاً ارتفاعات وانخفاضات جديدة، فهذا يعني أنّه ذو تقلبات مرتفعة. أما إذا تحرك السعر ببطء أو بقي مستقراً نسبياً، فهذا يعني أنّه ذو تقلبات منخفضة.
يتم احتساب التقلبات التاريخية باستخدام سلسلة من الأسعار السابقة في السوق، بينما تعكس التقلبات الضمنية التوقعات المستقبلية للتقلبات، وذلك باستخدام سعر المشتقات المالية المتداولة في السوق مثل عقود الخيارات.
ما هي أسباب التقلبات؟
Some of the things that can cause volatility include:
1 . العوامل السياسية والاقتصادية
تلعب الحكومات دوراً أساسياً في تنظيم الصناعات ويمكنها التأثير على الاقتصاد من خلال قراراتها المتعلقة بالاتفاقيات التجارية والتشريعات والسياسات. كل شيء بدءاً من الخطابات وحتى الانتخابات قد يثير ردود فعل بين المستثمرين، ما ينعكس على أسعار الأسهم.
كما تؤثر البيانات الاقتصادية؛ فعندما يكون أداء الاقتصاد جيداً يميل المستثمرون إلى التفاعل بشكل إيجابي. تقارير الوظائف الشهرية، بيانات التضخم، أرقام إنفاق المستهلك، وحسابات الناتج المحلي الإجمالي الفصلي، كلها قد تؤثر على أداء السوق. وعلى العكس، إذا جاءت هذه المؤشرات دون توقعات السوق فقد تزداد التقلبات.
2. العوامل الخاصة بالقطاعات والصناعات
يمكن أن تتسبب أحداث معينة في تقلبات داخل قطاع محدد. ففي قطاع النفط مثلاً، قد يؤدي حدث مناخي كبير في منطقة رئيسية لإنتاج النفط إلى ارتفاع أسعار النفط. ونتيجة لذلك قد ترتفع أسعار أسهم شركات التوزيع النفطي، بينما قد تنخفض أسعار الشركات التي تتحمل تكاليف نفطية مرتفعة ضمن أعمالها.
وبالمثل، قد يؤدي تشديد القوانين الحكومية على قطاع معين إلى انخفاض أسعار الأسهم نتيجة لارتفاع تكاليف الامتثال والتوظيف، مما قد ينعكس على نمو الأرباح المستقبلية.
3. أداء الشركات
لا تقتصر التقلبات دائماً على السوق بأكملها، بل قد ترتبط بشركة محددة.
الأخبار الإيجابية مثل تقرير أرباح قوي أو إطلاق منتج جديد يُعجب المستهلكين قد تجعل المستثمرين أكثر تفاؤلاً تجاه الشركة. وإذا أقبل عدد كبير من المستثمرين على شراء السهم فإن الطلب المتزايد قد يؤدي إلى ارتفاع سعره بشكل حاد.
وعلى العكس، فإن سحب منتج من الأسواق أو اختراقاً للبيانات أو سلوكاً سيئاً من الإدارة التنفيذية يمكن أن يضر بسعر السهم نتيجة إقبال المستثمرين على بيعه. وبحسب حجم الشركة، يمكن أن يمتد تأثير هذه النتائج الإيجابية أو السلبية إلى السوق الأوسع.
التقلبات جزء طبيعي من الاستثمار طويل الأجل
هناك الكثير مما قد يثير اضطراب الأسواق ويسبب التقلبات، بدءاً من التغييرات التجارية والسياسية ووصولاً إلى النتائج الاقتصادية والإجراءات المؤسسية.
نعم، قد يكون الأمر مقلقاً، لكنه طبيعي تماماً.
عندما يكون المستثمرون مستعدين منذ البداية لمواجهة فترات التقلب خلال رحلتهم الاستثمارية، فإنهم سيكونون أقل عرضة للمفاجأة وأكثر ميلاً لاتخاذ قرارات عقلانية.
من خلال تبنّي عقلية تقبل التقلبات كجزء أساسي من الاستثمار، يمكن للمستثمرين الاستعداد بشكل أفضل والحفاظ على تركيزهم على أهدافهم الاستثمارية طويلة الأجل.
تصحيحات السوق قد تخلق فرصاً جذابة
التقلبات ليست دائماً أمراً سلبياً، إذ قد توفّر تصحيحات السوق أحياناً نقاط دخول يمكن أن يستفيد منها المستثمرون.
إذا كان المستثمر يحتفظ بسيولة نقدية وينتظر فرصة لدخول السوق، فإن تصحيح السوق قد يتيح له استثمار أمواله بأسعار أقل. كما تمنح التقلبات الهابطة المستثمرين الذين يثقون في الأداء طويل الأجل للأسواق فرصة لشراء أسهم إضافية في شركات يفضلونها، ولكن بأسعار أقل.
على سبيل المثال، قد يتمكّن المستثمر من شراء سهم بقيمة 50 دولاراً بينما كان السهم يُتداول بسعر 100 دولار قبل فترة قصيرة. شراء الأسهم بهذه الطريقة يقلل من متوسط تكلفة السهم، مما يساعد على تحسين أداء المحفظة عندما تنتعش الأسواق لاحقاً.
وتكون العملية مشابهة عندما يرتفع السهم بسرعة، حيث يمكن للمستثمرين الاستفادة من ذلك ببيعه، ثم استثمار العائدات في مجالات أخرى قد تقدم فرصاً أفضل.
من خلال فهم التقلبات وأسبابها، يمكن للمستثمرين الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها لتحقيق عوائد أفضل على المدى الطويل.
هذه المقالة من إعداد شركة فيديليتي إنترناشونال (Fidelity International).